ليت الذي خلق العيون السودا *** خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها ولولا سحرها *** ما ود مالك قلبه لو صيدا
عود فؤادك من نبال لحاظها *** أو مت كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم *** كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذة *** فلقد طلبت الضائع الموجودا
يا ويح قلبي إنه في جانبي *** وأظنه نائي المزار بعيدا
مستوفز شوقاً إلى أحبابه *** المرء يكره أن يعيش وحيدا
برأ الآله له الضلوع وقاية *** وأرته شقوته الضلوع قيودا
فإذ هفا برق المنى وهفا له *** هاجت دفائنه عليه رعودا
جشمته صبراً فلما لم يطق *** جشمته التصويب والتصعيدا
لو أستطيع وقيته بطش الهوى *** ولو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا *** ناراً وصار لها الفؤاد وقودا
والحب صوت ، فهو أنة نائح *** طوراً وآونة يكون نشيدا
يهب البواغم السنا صداحة *** فإذا تجنى أسكت الغريدا
ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى *** إن طال عهد الجراح صار صديدا
ويلذ نفسي أن تكون شقية *** ويلذ قلبي أن يكون عميدا
إن كنت تدري ما الغرام فدواني *** أو ، لا فخل العذل والتفنيدا